مدرسة القلعة للتعليم الأساسي ح2
اعداد الطالبة: شهد ناصر الحسيني
تحت إشراف: أ.فاطمة الحضرمي
زوار الموقع
:(رحلة من السعودية والعراق وصولاً إلى الجزائر (وادي ميزاب




كان الشيخ الريامي عاملا في المملكة العربية السعودية في مركز من مراكز الامريكان تسمى(الظهران) في بيوت الموظفين الامريكان ينظف بيوتهم وحدائقهم بمباغ 400بيسة في اليوم أي 120 ريال سعودي في الشهر، وعندما وصل الامام غالب بن علي الهنائي ومن معه من قادة الثورة العمانية آنذاك ضد السلطان سعيد بن تيمور البو سعيدي ومن معه من البريطانيين وجد الشيخ ومن
(معه أنفسهم بمدينة الطائف يتدربون في الجيش السعودي باسم (امامة عمان
واستغرقت مدة التدريب بالجيش السعودي سنتين (1377ـ1397هجري) (1958ـ1960 م)، وكان عددهم لا يقل عن 200جندي عماني غير أنهم كانوا بكامل الاتحاد الكلي والهدف الواحد فكانوا أولاد رجل واحد وأم واحدة، وعندما رجعنا الى الدمام عن طريق مطار الظهران بالمنطقة الشرقية بالسعودية، ونز لوا من الطائرة التي تقلهم من الطائف سمعوا مناديا يقول: جماعة الشيخ طالب بن علي الهنائي هنا وجماعة الشيخ سليمان بن حمير النبهاني هنا وجماعة الشيخ صالح بن عيسى الحارثي هنا ، وبهذا الثالوث تفرقوا و صاروا شذر مذر فنقلت جماعة الشيخ سليمان (من ضمنهم الشيخ محمد ) الى بيت لا تتوفر فيه وسائل الحياة وهنا طلب الشيخ الريامي الرخصة من الشيخ سليمان وقال له: أنا اشتريت دكان شرقي قصرك وعندما تريد الثورة الخروج الى عمان فأنا مستعد .خرج الشيخ من ذلك البيت و عاش في التجارة .
وفي سنة ( 1381هجري ـ 1962م) باع الشيخ محمد الدكان وكان عنده شريك اسمه حارب بن محمد بن سالم البهلاني فاراد ان يخرج الى عمان , فباعوا الدكان . كان نصيب الشيخ محمد من التجارة 7 آلاف ريال سعودي, وارسل الشيخ محمد 6 آلاف لوالديه وبقي عنده ألف ريال و دخل مدرسة العمانيين بالدمام, وكان فيها ما لا يقل عن 200 طالب عماني
وفي يوم من الايام دخل عليهم الشيخ طالب بن علي الهنائي وقال لهم: من يريد الذهاب الى العراق من أجل الدراسة؟ وهنا سجل 50 شابا عمانيا, فحملوا في سيارات الخضرة والفواكه من الدمام بالسعودية الى البصرة في العراق , وأخذوا ينادون بالأسماء ولما جاء اسم الشيخ محمد قال للضابط العراقي: نحن جئنا لأجل الدراسة ولم نأتي من اجل الجيش, وقد تدربنا في السعودية فاذا كانت ثورة لتحرير عمان فنحن مستعدون . فرد علي الضابط العراقي: هذا الكلام يجب ان تقوله لقادتكم ونحن سندربكم لمدة سنتين .
وفعلا تم ذلك وبعد انصرام سنتين رجعوا الى الدمام فرادى ورجع الشيخ الريامي الى المدرسة وحصل على الشهادة الابتدائية في السعودية وجاء قادة الثورة مرة أخرى قائلين: من منكم يريد الذهاب الى سوريا او مصر او العراق؟ فرد الشيخ محمد عليهم وقال: المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ،ألا يكفي انكم ضيعتم من حياتنا 4سنوات في الجيشين السعودي و العراقي !ّ!
كان موقف الشيخ محمد الجريء هذا سبب في استدعائي من الامام غالب بن علي الهنائي وقالوا لشيخ الريامي: رشحناك للذهاب الى الجزائر ،وعندك 15 طالب وقد تقدمكم يحيى بن سفيان الراشدي وكذلك عنده 15 وهنا ارتاح الشيخ الريامي فوافق على الذهاب وقالوا لهم: الدراسة في مدارس الاباضية على نفقة الحكومة الجزائرية. فتحركوا من مطار الظهران وكان عمر الشيخ محمد حينها 25عاما بينما تترواح أعمار التلاميذ من 5سنوات الى9سنواتن أكبرهم 10سنوات واكثرهم في الصف الاول الابتدائي ووصلوا مطار بيروت ومنه الى مطار القاهرة بعد راحة في بيروت قرابة 6ساعات وباتوا في القاهرة وفي 10 صباحا طاروا من مطار القاهرة الى مطار بني غازي بليبيا ومنه الى تونس الخضراء ثم الى الجزائر ن ومن ذلك اليوم حط بهم القدر الى بلدة متحررة من الاستعمار الفرنسي قريبا وذلك ذلك لما لمسوه من تعامل موظفي الجمارك في الجزائر ،وأصحاب سيارات العاصمة ثم اتجهوا مباشرة الى مكتب تحرير امامة عمان بعد 4أو5ساعات علما بان المشوار لا يستغرق أكثر من نصف ساعة النقل من المطار
مباشرة الى مكتب تحرير امامة عمان بعد 4أو5ساعات علما بان المشوار لا يستغرق أكثر من نصف ساعة
وكان وصلوهم الساعة 5مساءا بتوقيت الجزائر واذا بالشيخ ناصر بن محمد الزيدي يراهم ويقول:"اللهم حوالينا لا علينا"، فرد الشيخ الريامي عليه قائلا:"حاسب أصحاب السيارات الذين حملونا من المطار إلى هنا". وبعد ذلك تعرف على حالهم، فقال الشيخ ناصر: أنا اتصلت بالامام غالب والمسوؤلين عدة مرات، وأخبره الشيخ الريامي أن حكومة الجزائر رفضت استقبال تلاميذ روضة وابتدائية وأتوا الاتفاقية التي تمت بيننا وقادة الثورة والاتفاقية التي اعتمد عليها قادة الثورة عند زيارة الامام غالب ومن معه وعند المراسم لما عُرفوا بالوزراء الجزائريين وقيل لهم: هذا وزير التربية، قالوا له: سنرسل طلبة عمانيين ،فرد الوزير: أهلاً وسهلاً بهم وهذا كلام شفهي ولم يكن هناك عقد أو تحديد العدد أو المستوى الدراسي؛ فلما كانت الحالة متأزمة بهذا الشكل ولم يحصل الشيخ ناصر الزيدي قبولاً
اتصل بالشيخ العلامة ابراهيم بن عمر بيوض ،وأخبره بقدوم الشيخ الريامي ومن معه، فرد: مرحباً بهم وبقدومهم المبارك ؛فوصلوا وادي ميزاب وبعد صلاة العشاء تصدر الشيخ العلامة ابراهيم بن عمر البيوض محراب المسجد، وعمل درساً في شأن الشيخ الريامي ومن معه وحث أهالي وادي ميزاب على انشاء صندوق تبرع لإخوانهم أهل عمان وحثهم وحضهم على التبرع والإسراع في ذلك ،فهب الميزابيون بالتبرع بالمال وبكل ما يحتاجه الانسان من ملابس وفرش وأسرة ،واستمرت الدراسة خمسة في معهد الحياة اعدادياً وثانوياً و30 في المرحلة الابتدائية وبعضنا جلس 3سنوات وبعضنا 5سنوات وآخرون 10سنوات ،وذلك على نفقة الميزابيين والحديث طويل لذلك اكتفى الشيخ الريامي بهذه المعلومات فقطوايضاً من الأشياء التي تشعرنا بالأسف أنه لم يقم أحد من المشايخ العمانيين بزيارة وادي ميزاب أثناء وجود الشيخ الريامي ومن معه للدراسةوهذا ما ،أضجرهم واعتبروه تقصيراً في حقهم مادياً ووطنياً وثورياً